ظهر معبد الجهني وغيلان الدمشقي في دمشق ويقال: إن أستاذ غيلان هو رجل من النَّصَارَى يقال له: يوحنا الدمشقي، وهو الذي ألقى إِلَى غيلان هذه المقالة.
ولم يكن معبد وغيلان عَلَى حال واحد فـ"معبد" كَانَ عالماً محدثاً، ولم يكن من سقط النَّاس، فوقع فيما وقع فيه المغضوب عليهم، وأما غيلان فقد وقع في طريق الضالين الذين يتكلمون عن جهل، فلم يكن غيلان من أهل العلم ولا من أهل الفضل والشأن، وإنما تلقف هذه المقالة وأخذ ينشرها فاشتهر بين النَّاس بهذه المقالة.

والقدرية لم ينكروا القدر متعمدين أن ينكروا علم الله أو أن ينكروا أن الله كتب مقادير كل شيء، إنما كانت الشبهة في أفعال العباد من المعاصي، وهذا هو السبب والباعث لهم في إنكار القدر، هل المعاصي من زنا وشرب خمر شاءها الله سبحانه أم لم يشأها؟ كيف يشاء شيئاً ويقدره، ولكنه يكرهه ولا يرضاه، وكيف ننسب هذا إِلَى الله؟!